دعا اللواء مهندس مختار قنديل الخبير الإستراتيجى والعسكرى إلى ضرورة التخطيط لتطوير منطقة قناة السويس اقتصاديا وعمرانيا، وتغيير العاصمة الحالية "القاهرة" إلى أخرى بديلة فى منطقة غرب قناة السويس، وتكوين هيئة مستقلة ماليا وإداريا لهذا الغرض.
وأوضح قنديل لـ"اليوم السابع" أن المخطط يعتمد على تطوير ميناء شرق التفريعة ووادى التكنولوجيا شرق الإسماعيلية ومنطقة السخنة وشمال غرب خليج السويس الصناعية، لافتا إلى أن هناك مناطق بين تلك المدن جديرة بالتطوير والعمران وإنشاء المؤسسات الاقتصادية واللوجستية، مثل منطقة القنطرة وبحيرة التمساح والبحيرات المرة الكبرى والصغرى.
وأشار الخبير الإستراتيجى إلى أنه إذا كان هناك موانئ شرق التفريعة شمال القناة والسخنة جنوب القناة فإنه من المنطقى إنشاء ميناء ثالث بينهما، فى منطقة التمساح ليكون وصلة بين قناة السويس وترعة الإسماعيلية الملاحية، والمطلوب توسيعها وتطويرها، مع ضرورة وجود خط مياه شرب أو محطة تحلية مياه كبرى لصالح وادى التكنولوجيا شرق الإسماعيلية وإلا فإن هذا الوادى لن يظهر بدون مياه شرب لتنمية العمران هناك.
[b]وأكد اللواء قنديل أن الوضع الحالى للعاصمة خطير، من حيث تكدسها بالبشر والسيارات والمصانع والمصالح والمؤسسات التعليمية، بما يستوجب ضرورة البدء فى خلق قطب عمرانى عملاق ليكون عاصمة جديدة لمصر تسحب كل هذا التكدس خارج القاهرة أو جزء منه حماية لثروة مصر من أى تهديد طارئ خارجى أو داخلى.
وكشف قنديل أن العاصمة الحالية "القاهرة" تشكل خطرا كبيرا، حيث إن مساحتها لا تتجاوز 50 فى 50 كليو مترا، أى أن مساحتها نحو 2500 كيلومتر، على الرغم أن ربع سكان الدولة يقطنون بها، وكل المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة بداخلها قائلا: "لو سقطت قنبلة ذرية على القاهرة الكبرى ستقضى عليها بأكلمها، ولو ضربها زلزال بقوة 6 ريختر ستسقط نصف منازلها وعدم التوازن بين السكان والمساحة خلق مشكلة كبيرة تستدعى الوقوف على حلول جذرية لها".
وأضاف قنديل: "المتصور أن تكون العاصمة الجديدة غرب القناة فى غرب منطقة البحيرات المرة أى غرب منطقة أبو سلطان والدفرزوار، حيث الطرق والسكة الحديد متوفرة وبعض الأراضى الزراعية التى تمد السكان بما يحتاجون من غذاء يومى ومياه رى وشرب على ترعة السويس".
ولفت قنديل إلى أن العاصمة الجديدة يجب أن يكون لها ميناء على مدخل القناة فى الدفرزوار، ونفق تحت القناة فى هذه المنطقة لتمتد العاصمة شرق القناة فى سيناء بوادى شعير وهى أراضٍ شاسعة ومنبسطة، وبذلك تحتضن العاصمة الجديدة قناة السويس من غربها وشرقها.
وأشار قنديل إلى أن أساتذة التخطيط العمرانى فى مصر لا يفكرون فى نقل العاصمة لمنطقة القناة، لتكون قاعدة انطلاق للعمران الكثيف فى سيناء بوابة مصر الشرقية، لتكون معلماً بارزا للدولة المصرية على الممر الشريان العالمى قناة السويس، داعيا إلى ضرورة البدء من الآن لحل مشاكل العاصمة دفعة واحدة، على رأسها المرور والتكدس والتلوث والبطالة والتشوه المعمارى والعشوائيات وضعف الأمن والحماية.