سوريا بعد مؤتمر مراكش...
حصول الائتلاف الوطني السوري على اعتراف دولي واسع بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري يشكل مكسبا سياسيا. فمنذ الآن هناك الائتلاف الذي قال عنه وزير الخارجية التركي إنه يتيح للمجتمع الدولي إرسال رسالة إلى النظام السوري مفادها أن البديل منه أصبح موجودا.
بعد مؤتمر أصدقاء سوريا أمس الأربعاء في مراكش ستكون المعارضة أكثر تركيزا على إعداد البنى اللازمة للمساهمة في نقل السلطة فور سقوط النظام.
لكن لوحظ أن الكلام على حكومة مؤقتة قد تراجع، فالأمريكيون والفرنسيون الذين كانوا يلحون عليها لم يأتوا على ذكرها، ومردّ ذلك إلى أن المجتمع الدولي لمس احتمال سقوط النظام قريبا لذلك لم يرد أن يخلق وقائع قد تتسبب بإشكالات قانونية لاحقة.
الأمر الآخر الذي شغل الائتلاف هو أن تتأمن مساعدات إضافية لمواجهة الأوضاع الإنسانية المتدهورة. فاللجان المختصة تقول إنها بحاجة إلى 650 مليون دولار بشكل عاجل. وقد حصل الائتلاف أمس على ما يقرب من ثلثها فقط خصوصا أنه لا يملك بعد البنية اللازمة لتوزيع المساعدات لكنه مضطر في المرحلة المقبلة إلى مضاعفة اهتماماته الإنسانية لأن البرد وسوء التغذية ونقص التدفئة قد يفاقم الأوضاع تحديدا بالنسبة إلى الأطفال.
طبعا كانت هناك تساؤلات عن تزويد المعارضة بأسلحة متطورة، لكن أحدا لم يتوقع أن يناقش هذا الموضوع علنا في مؤتمر مراكش، فالدول المعنية أصبحت مقتنعة بأن جيش المعارضة يتقدم على الجبهات بفضل ما يحصل عليه من السلاح محليا، ولذلك فإن أي مساعدة تسليحية يمكن أن تكون انتقائية ومحدودة على أن تحصر بالفرق العسكرية الموثوق بها وللقيام بعمليات محددة.
في أي حال بات مفهوما أن المجتمع الدولي ينتظر التطورات الميدانية حتى ولو كان يواصل الحديث عن حل سياسي يمكن أن ينضج بين روسيا والولايات المتحدة في أي وقت.